ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن جيش الاحتلال يمرّ في هذه الفترة بحالة هدوء نسبي على مختلف الجبهات. ففي جبهة جنوب لبنان يسود ما يشبه "هدنة تحت النار"، وفي قطاع غزة انتهى فعليًا ما سُمّي بـ"عملية مركبات جدعون" بانتظار المرحلة التالية، التي قد تكون احتلال القطاع أو إبرام صفقة. وفي الضفة الغربية المحتلة، ينشغل جيش الاحتلال – بحسب الصحيفة – بمحاولة تثبيت ما يصفه بـ"الإنجاز".
ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى بجيش الاحتلال أن التغيير الذي طرأ على ساحة الضفة الغربية من صيف 2022 وحتى صيف 2025 هو الأوسع والأكثر دراماتيكية منذ عام 1967.
ووفق شهادات الضباط الذين قابلتهم الصحيفة، فإن جيش الاحتلال ينفّذ اليوم عمليات "غير مسبوقة"، كما قال العقيد (أ) قائد سلاح الهندسة في قيادة المنطقة الوسطى بالجيش: "نحن ننفّذ اليوم ما لم يُنفّذ هنا من قبل".
العقيد، الذي أنهى مؤخرًا ثلاث سنوات في منصبه، أوضح للصحيفة أن فترة عمله بدأت عام 2022 بالتزامن مع عملية "كاسر الأمواج" التي جاءت في ظل تصاعد المقاومة المسلحة، خاصة من شمال الضفة.
وأضاف أنه في يونيو/حزيران 2023، وأثناء عملية لاعتقال أحد المقاومين في مخيم جنين، اصطدمت قوة خاصة بعبوة ناسفة قرب مسجد المخيم، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود، وكان ذلك – بحسبه – نقطة التحوّل التي أدركت فيها قيادة الاحتلال أن حرية الحركة داخل المخيمات فقدت، وأن الطرق باتت مزروعة بالعبوات.
وبعد عملية "البيت والحديقة" في يوليو 2023، اندلعت الحرب الحالية، وخلالها تقرر إطلاق عملية "مخيمات الصيف" التي ركزت على إعادة تشكيل المخيمات. ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي ينفذ جيش الاحتلال في مخيمات شمال الضفة، خاصة جنين وطولكرم ونور شمس، ما يسميه "عملية الجدار الحديدي".
ووفق الضابط في سلاح الهندسة في جيش الاحتلال، فإن الهدف كان "تفكيك بنية المخيمات إلى أحياء صغيرة وتوسيع الطرقات بما يسمح بحرية الحركة للقوات". ويقول: "هدمنا 260 مبنى وفتحنا 11 كيلومترًا من الطرق، عثرنا خلالها على 20 مختبرًا ومراكز قيادة ميدانية".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال ستبقى في هذه المخيمات على الأقل حتى نهاية العام، وسط خطط لعدم السماح بإعادة البناء على النحو السابق. وأضاف أن هناك قنوات تواصل مع السلطة الفلسطينية لبحث إعادة الخدمات من ماء وكهرباء وإعادة بعض السكان "وفق قرار سياسي"، على حد وصفه، مضيفًا أن الأجهزة الفلسطينية راضية عن "غياب المسلحين" من هذه المناطق.